التخطي إلى المحتوى
كيفية أداء صلاة الاستخارة بالتفصيل

المسلم مهما بلغ من الحكمة والفطنة وحسن تدبير أموره، يظل دوما في حاجة الله، فهو محدود البصيرة، والله جل وعلا يرى مالا نراه نحن،فهو تائه بلا عون الله وتدبيره لكافة شئون حياته، لذا فإن الله تعالى قد شرّع لنا صلاة الاستخارة حتى نستخير الله من خلالها بكل أمر جديد مقبلين نحن عليه، وكل أمر محير، فهي بمثابة الغوث العاجل من الله، أنه إن كان في هذا الأمر خير لنا عجل لنا به الله وباركه، وإن كان يحمل في طياته سوءا وشرا صرفه برحمته عنا وأبدلنا خيرا منه.

كيف نصلي الاستخارة؟

  1. نتوضأ الوضوء العادي للصلاة.
  2. نجعل النية خالصة لله وحده، وهي بأننا قدمنا للصلاة لنستخير الله تعالى.
  3. نصلي ركعتين دون الاشتراط بقراءة سورة معينة من القرآن.
  4. بعدما نفرغ من أداء الركعتين، نلتزم الجلوس في نفس مكان الصلاة.
  5. نبتهل إلى الله في خضوع ورجاء، رافعين الأيدي والأكفّ إليه، ثم نشرع في الدعاء بعد حمد الله والثناء عليه.
  6. ندعو الله كيفما شئنا بعد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  7. بعدها نشرع في تلاوة دعاء الاستخارة.
  8. حالما نصل إلى موضع (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ …) نذكر الأمر الذي نود استخارة الله فيه.
  9. وحالما نصل عند قول : ( اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( سفري إلى بلد كذا أو شراء سيارة كذا أو الزواج من بنت فلان ابن فلان أو غيرها من الأمور )) ثم تكمل الدعاء وتقول : خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، نقولها مرتين .. مرة بالخير ومرة بالشر كما بالشق الثاني من الدعاء : وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي … إلى آخر الدعاء ).
  10. ثم نختم دعاءنا بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة ثانية.
  11. والآن قد انتهينا من أداء صلاة الاستخارة، متوكلين على الله في الأمر الذي فوضناه إياه.

 

دعاء صلاة الاستخارة:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ.

( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)

 

ما هو أفضل وقت لصلاة الاستخارة؟

قيل بأن صلاة الاستخارة ليست محددة بوقت بعينه، بل إنه يجوز صلاتها في أي وقت شئنا، لكنه وبما أنها تشتمل على دعاء نرجو من الله استجابته، فإننا علينا أن نلتمس أوقات استجابة الدعاء، وبخاصة قرب أذان الفجر في وقت السحر، حيث يتنزل الله تعالى إلى السماء الدنيا حتى يعطي كل سائل مطلبه.

 

كيفية نعرف نتيجة الاستخارة؟

لم يردنا في أمر صلاة الاستخارة أمنا خديجة بعدما نفرغ منها، فإننا سوف نلتمس الجواب في رؤيا من الله، إذ أن حدوث هذا الأمر نادر جدا، لكن على المسلم أن يحسم أمره ويتوكل على الله في أحد الأمرين، مستبشرا الخير، أنه إن كان الأمر الذي اختاره وفوضه لله خيرا له في دينه ودنياه وعاقبة أمره يسره الله له، وبارك له فيه، وإن كان فيه شقاؤه وتعسه، فإن الله يصرفه عنه، ولا يضيعه.

 

في حال كان هناك ما يمنع الرجل أو المرأة من أداء صلاة الاستخارة مثل وجود الحيض أو ما كان على شاكلته، فإنه يجوز أن يكتفي فقط بدعاء الاستخارة، وربما جعل من ينوب الصلاة عنه من أهل الخير والصلاح الذين يعرفهم.

 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *