التخطي إلى المحتوى
كيف نصلي صلاة الاستخارة؟

المسلم دوماً في حاجة ربه، وإن تواترت عليه النعم، فإن كل شأنه بيد الله، وفي حاجة أن يستخير الله في كل أمره، صغيرا كان أو كبيراً، المسلم دوما يتيه بلا معونة الله، لذا متى ما ضاقت السبل، واشتدت الحاجة، فإن ملجأه ومحراب روحه ليس إلا لله وحده، يلجأ إليه، يخبره بكل أمره وما أهمّه، يشكو له حاله، وحيرته ووحشة قلبه، ولهذا لم يترك الله أيدينا لتهوي بالكثير من التيه والضياع، بل مد لنا يد العون والغوث، ولعل الله شرع لنا صلاة الاستخارة لتكون خير عون من الله ليغيث بها عبده التائه، ليسأل الله من فضله أن ينير بصيرته، وأن يفتح عليه بالحق، وأن يختار له لا يخيره لأنه سبحانه وحده أعلم وأقدر بشئون عبده كبيرها وصغيرها.

 

ما هو دعاء صلاة الاستخارة:

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) وَفِي رواية ( ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ.

( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (1166)

 

كيف نصلي الاستخارة؟

  • نتوضأ وضوء الصلاة.
  • ننوي النية لله وحده، بأننا قبلنا للصلاة لنستخير الله في أمرنا.
  • نشرع في صلاة ركعتين، ولا تشترط فيهما سورا بعينها.
  • بعد الانتهاء من الركعتين، نسلم ونجلس مكان الصلاة.
  • نرفع أيدينا لله في تضرع وخضوع، نستحضر عظمته -سبحانه- وقدرته، وندعو الله.
  • نبدأ الدعاء بالثناء على الله وحمده، ثم نصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • نقرأ دعاء الاستخارة.
  • وعندما نصل إلى موضع (اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ …) نذكر الأمر المراد استخارة الله فيه.
  • وحالما نصل عند قول :. ( اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (( سفري إلى بلد كذا أو شراء سيارة كذا أو الزواج من بنت فلان ابن فلان أو غيرها من الأمور )) ثم تكمل الدعاء وتقول : خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، نقولها مرتين .. مرة بالخير ومرة بالشر كما بالشق الثاني من الدعاء : وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي … إلى آخر الدعاء ).
  • ثم نصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة ثانية.
  • والآن انتهت صلاة الاستخارة، تاركين أمرنا إلى الله متوكلين عليه.

أفضل وقت لصلاة الاستخارة؟

صلاة الاستخارة ليست لها وقت معيّن، بل تصلى فى أى وقت ولكن بما أنّ صلاة الاستخارة تحتوي على الدّعاء لله سبحانه وتعالى والطّلب منه، فييتحسن أدائها في أوقات الاستجابة للدّعاء، أي في أوقات أقرب ما يكون بها العبد إلى ربّه، وأفضل هذه الأوقات الثلث الأخير من الليل أي قبل الفجر بساعتين تقريبا وحتّى أذان الفجر.

 

كيفية نعرف نتيجة الاستخارة؟

لا ينبغي للمُسلم أن ينتظر نتيجة الاستخارة بمنامٍ يأتيه فإن ذلك لن يحصُل إلا نادراً جدا، ولكن إن عَزَمَ على شيءٍ ثم استخار له فليتوكَّل على الله وليُقدِم عليه؛ فإن كان له فيه خير يسَّره الله له، وإنْ كان فيه شرٌ صَرَفهُ الله عنه ووجد طريقه صعباً شائِكاً حتى يَصرِفَهُ الله عنه ولا يتشجع للمضى فى هذا الأمر.

 

ينبغي على المسلم الحق أن يعود نفسه الاستخارة في أي أمر مهما كان صغيراً، وأن يوقن من داخله أن الله -تعالى- سيوفقه دوماً لما هو خير له، وعليه أن يجمع قلبه أثناء الدعاء وتدبره وفهم معانيه العظيمة، وفي حال منع مانع من الصلاة، كالحيض للمرأة، عليها أن تنتظر حتى يزول المانع، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت وضروري، فتستخير بالدعاء وحده دون الصلاة .

 

قال عبد الله بن عمر : ( إن الرجل ليستخير الله فيختار له ، فيسخط على ربه ، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له ).

وفي المسند من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من سعادة ابن آدم استخارته الله تعالى ، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله ، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل ، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله )

وقال عمر بن الخطاب : لا أبالي أصبحت على ما أحب أو على ما أكره ، لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره .

فيا أيها العبد المسلم لا تكره النقمات الواقعة والبلايا الحادثة ، فلرُب أمر تكرهه فيه نجاتك ، ولرب أمر تؤثره فيه عطبك ، قال سبحانه وتعالى : { وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } (سورة البقرة : 216).

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *