التخطي إلى المحتوى
عاصمة الدولة السعودية الأولى.. سبب التسمية وأسباب سقوط الدرعية
الدرعية عاصمة السعودية

تُعد الدرعية العاصمة الأولى للمملكة العربية السعودية، ويعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة قرون، وشكلت منعطفًا تاريخيًا في الجزيرة العربية خاصة بعد دعوة التجديد الديني التي جاء بها محمد بن عبد الوهاب في العام 1744م فأصبحت قاعدة الدولة ومقر الحكم والعلم واستمرت على ذلك حتى اختار الإمام تركي بن عبد الله الرياض مقرًا جديدًا للحكم في العام 1824م وفي السطور التالية نلقي الضوء على أهم المعلومات على تلك الفترة.

تاريخ الدرعية ولماذا سميت بهذا الاسم؟
سميت عاصمة المملكة العربية السعودية بالدرعية نسبة لهل المكان فهي تُشكل حصن الدروع وهي قبيلة استوطنت وادي حنيفة وحكمت حجر والجزعة.

ويؤرخ لتأسيس الدرعية عام 1446م حيث نشأت الدرعية على ضفاف وادي حنيفة وارتبطت به حضارياً وبيئياً مما أوجد نوعاً من التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة، أثر بدوره على النشاط الإنساني والوضع الاجتماعي للمنطقة، فأصبحت الدرعية نموذجاً لمجتمع الواحات في البيئات الصحراوية، وجسدت من خلال ذلك التفاعل الهوية الثقافية للمنطقة فأضحت رمز أصالتها وعنوان حضارتها.

وعلي الصعيد التجاري سرعان ما احتلت الدرعية الصدارة على الطريق التجاري من شرق الجزيرة إلى غربها، إضافة إلى تحكمها في طريق الحج إلى مكة المكرمة، فامتد سلطانها على عدد من قرى وادي حنيفة وبلغ نفوذها إلى ضرماء في الجهة الغربية من جبل طويق وإلى أبا الكباش شمال الدرعية.

الدرعية
 الدرعية

سر اختيار الدرعية عاصمة للدولة السعودية الأولى
المكانة التاريخية والحضارية التي حظيت بها الدرعية منذ تأسيسها وحتى سقوطها كانت كفيلة لاختيارها عاصمة للدولة السعودية الأولى، خاصة وأنها كانت مهدًا لانطلاق الدولة السعودية بعد أن تولى إمارتها محمد بن سعود واختيارها قاعدة الدولة ومقر الحكم والعلم فكانت منارة للإرث المستمر للأسرة المالكة “آل سعود” ورمز للوحدة التي يعيش تفاصيلها السعوديين بالإضافة لدورها التاريخي في تأسيس مرحلة الاستقرار وجلب الازدهار نتيجة التوافق مع دعوة التجديد الديني التي جاء بها محمد عبد الوهاب في العام 1744 م.

وقد وضع اللبنة الأساسية للدولة السعودية جد الأسرة الحاكمة مانع المريدي حيث جعل منها نقطة عبور لقوافل الحج والتجارة ومركزا مهمًا للاستقرار، وقد عمل محمد بن سعود على تطوير النظرة التي جاء بها الجد المريدي حيث قام بتوحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية وأصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة كبيرة.

كيف سقطت العاصمة الأولي للسعودية؟
وللأسباب سالفة الذكر تم اختيار الدرعية عاصمة للدولة السعودية الأولى وفي نفس الوقت كانت سببًا لتحامل العثمانيين عليها فلم ترضَّ أبدًا بما حققه بن سعود وبدأت معارك حامية الوطيس استمرت 7 سنواتٍ عجاف حتى استطاعت أن تُنهي أمر الدولة السعودية الأولى وتُسقط الدرعية بعد حملة دمار وخراب نفذها الباشا إبراهيم على الدرعية ومعظم قرى نجد وعمل على تفكيك الوحدة المتأصلة في نفوس أهل الدرعية والمناطق المجاورة لها،

وكان السقوط المدوي للدولة السعودية الأولي في العام 1818م إلى أن جاء الإمام تركي بن عبد الله وبدأ يهاجم الحاميات العثمانية ويُنهي أمرها وتمكن بعد تحرير نجد وتطهيرها من العثمانيين في العام 1824 وعندها غيّر وجهة الدولة السعودية إلى الرياض لكنه بقيّ محافظًا على الأسس ذاتها التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى،

وركز الإمام تركي بن عبد الله في هذه الفترة على حفظ الأمن والتعليم والعدل والقضاء على الفرقة والتناحر والبدء في العلاقات السياسية مع القوى العظماء في المنطقة وظلت الدولة السعودية الثانية تحكم المنطقة حتى عام1891م، بعدها مرت بفترة فراغ سياسي حتى العام 1902 حين استرد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود الرياض وعاد إليها موحدًا الأسرة السعودية الحاكمة تحت راية واحدة وهدف واحد أدى إلى توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية ثم جاء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ليُعلن قيام المملكة العربية السعودية وتوحيدها إلى المملكة العربية السعودية بدلًا من المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها في 23 سبتمبر 1932.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *