تزامنًا مع صيام المسلمون لشهر رمضان فإنهم يحرصون على أداء فريضة الصيام على الوجه الذي يرضي الله عز وجل بعيدًا عما يفسد عنهم صومهم ويحجب قبوله من الله تعالى لأن للصيام آداب وأحكام على المسلم أن يلتزم بها ليلقي قبول المولى تبارك وتعالى، وأن لم يلتزم فلا يأخذ من صيامه سوى تعب الجوع والعطش، لأن الصيام في مفهومه الاصطلاحي هو الصيام عن كل ما يغضب الله عز وجل مع الإمساك عن الطعام والشراب من أذان ومطلع الفجر وحتى أذان مغرب اليوم التالي، لذا فإنه يجب أن يتحلى الإنسان الصائم بالأخلاق الحميدة وأخلاق الإسلام فلا يكذب ولا يسرق وأن يتجنب كل ما هو محرم ويغصب الله لأن ذلك من مبطلات الصيام.
حكم عمل الحجامة في نهار رمضان
بين الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء أن سحب الدم في نهار رمضان لإجراء التحاليل تأخذ في حكمها نفس حكم الحجامة في نهار رمضان وذلك للاتفاق في الوسيلة والطريقة وقد اختلف العلماء في حكم الحجامة حيث ذهب البعض إلى أن أخذ العينات والحماية تفطر في نهار رمضان وذلك لوجود أحاديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد أن الحجامة تفطر في نهار رمضان ومنها قوله ” أفطر الحاجم والمحجوم”، وعلى أساسه ذهب فريق من العلماء إلى إفطار الحجامة إذا ما تمت للصائم في نهار رمضان، في حين ذهب فريق آخر من العلماء إلى أن الحجامة لا تفطر ولا تفسد الصيام لوجود حديث عن النبي الكريم رواه أنس بن مالك وصححه الإمام الدار قطني وأخذ به، حيث قال ” أن الحجامة لا تفطر” وقد أخذ به واعتمده الشيخ ابن تيمية ومن ثم ذهب هذا الفريق إلى أن الحجامة وأخذ التحاليل في نهار رمضان لا تفطر.
أحكام سحب الدم لإجراء التحاليل للصائم
كما سبق وأن وضحنا أن سحب الدم لإجراء التحاليل تأخذ نفس حكم عمل الحجامة نهار رمضان، ومن ثم فإن سحب الدم يوجد فيه اختلاف بين العلماء فمهنم من أجاز سحب الدم في نهار رمضان وقال أنها لا تفطر ولا تعد من مبطلات الصيام، وأستند في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم أن الحاجة لا تفطر، في حين ذهب الفريق الآخر أن سحب الدم والحجامة تفطر وتعد من مبطلات الصيام واستدل على الحديث القائل بأن أفطر الحاجم والمحجوم، وما دام في المسألة اختلاف بين العملاء فإن الأمر فيه سعة، ومن ثم فإنه يجوز الأخذ بأي الآراء شاء، والله أعلى وأعلم.
التعليقات