وضع العرب تسمية لشهور السنة وفق الحساب القمري، وقد تم اعتماد تلك الأسماء في عهد (كلاب بن مرة)، الجد السادس للنبي – صلى الله عليه وسلم، وكانت الأسماء في الأغلب توافق المناخ والبيئة في ذلك الزمان، وكان أول من أدخل التاريخ الهجري هو الخليفة عمر بن الخطاب، وذلك باعتبار يوم الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، هو أهم الأحداث على الاطلاق وذلك في 16 يوليو 622م، فبدأ بشهر الله المحرم، لأن أول الأشهر الحرم، وبعد انصراف الناس من حجتهم، وتتكون شهور السنة الهجرية من 12 شهر، وحوالي 354 يومًا، وكان التاريخ الهجري قد بدأ بشهر ربيع الأول حتى العام السادس عشر للهجرة، ثم بدأ بشهر المحرم من العام السابع عشر من الهجرة، وقد جاء عدد الشهور الهجرية في القرآن الكريم في قوله تعالى : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة، آية : 5]، ونوضح خلال السطور التالية شهور السنة الهجرية بالترتيب ومعناها وسبب التسمية وموضوعات أخرى ذات صلة .
شهور السنة الهجرية بالترتيب
تم ترتيب شهور السنة الهجرية البالغ عددها إثنى عشر شهرًا، منها أربعة حُرم، ثلاثة منها سرد – أي متتالية وهي : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد وهو : شهر رجب، وكان العرب ينطلقون للقتال وسواه، بعد المحرم، فأطلقوا على الشهر التالي صفر، لخلو المنازل من أهلها، وجاء ترتيب الشهور الهجرية، أو التي يطلق عليها القمرية لارتباطها بظهور القمر، على النحو التالي :
- الشهر الأول : محرم .
- الشهر الثاني : صفر .
- الشهر الثالث : ربيع الأول .
- الشهر الرابع : ربيع الآخر .
- الشهر الخامس : جمادى الأولى .
- الشهر السادس : جمادى الأخرة .
- الشهر السابع : رجب .
- الشهر الثامن : شعبان .
- الشهر التاسع : رمضان .
- الشهر العاشر : شوال .
- الشهر الحادي عشر : ذو القعدة .
- الشهر الثاني عشر : ذو الحجة .
معنى الشهور الهجرية وسبب التسمية
أخذت السنة الهجرية أو ما يطلق عليها القمرية، اسمها من المدة التى يأخذها القمر للدوران حول الأرض 12 مرة، حيث يبدأ أول ضوء من القمر على شكل هلال وينتهى باختفاء آخر ضوء، ويستمر ذلك 12 مرة على مدار السنة الهجرية، وجاء سبب تسمية شهور السنة الهجرية بأسمائها للأسباب التالية :
شهر المحرم
سمى بهذا الاسم قديمًا، لعدم جواز القتال فيه، وكان يسمى صفر الأول، إلا أن وفق التقويم الإسلامي أطلق عليه المحرم كونه من الأشهر الحرم عند المسلمين .
شهر صفر
وهو الشهر الثاني في السنة الهجرية، ويلي شهر المحرم، وسمي بذلك لخلو البيوت من أهلها، لخروجهم إلى الحرب ونحوها، وقيل أنه سمي بذلك الإسم لأن القبائل كانت تغزو بعضها، فيتركون من لقوا صفرًا من المتاع .
شهر ربيع الأول
سمي الربيع لأنه كان يصادف فصل الربيع، وقيل أنه سمي بهذا الاسم، حيث كان العرب يخصّبون فيه ما أصابوه من أسلاب فى صفر، فقد كان صفر هو شهر اجتياح القبائل الأخرى .
شهر ربيع الآخر
سمي هذا الشهر الرابع من شهور السنة الهجرية، بهذا الاسم حيث كان أحد الربيعين، وقد سماه العرب في عهد كلاب بن مرة، وأيضًا لأنه صادف موسم الربيع عند أهل البادية .
شهر جمادى الأولى
سمي هذا الشهر الخامس، جمادى لأن المياه كانت تتجمد فيه بسب انخفاض درجات الحرارة، وتشهد بلاد العرب فيه برد شديد يصل إلى الزمهرير .
شهر جمادى الآخرة
أطلق على هذا الشهر السادس جمادى، لأن الأجواء الباردة كانت تمتد من جمادى الأولى، وتصل إلى جمادى الأخرة، حيث كانت الأمطار تهطل على بلاد العرب، وكان هطول الأمطار يصل إلى نزول حبات البرد الذي كان يصل حجمه إلى ما يقرب حجم البيض .
شهر رجب
وضع اسم الشهر السابع في التقويم الهجري، الذي اسسه عمر بن الخطاب، وكان يطلق عليه سابقًا شهر “مضر”، لأن قبيلة مضر كان يثبتون موعده، على غير عادة العرب الذين كانوا يبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب، وأطلق العرب على شهر رجب هذا الاسم لأنه كان معظما ومرحبًا به حيث كان القبائل لا يسمعون فيه أصوات السيوف في الحرب .
شهر شعبان
ويأتي الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، شهر شعبان والذي سمي بهذا الاسم لتشعب أغصان الشجر فى هذا الوقت الذى صادف التسمية، وقيل أن سبب التسمية لأنه يتشعب فيه الخير كرمضان .
شهر رمضان
أطلق العرب على الشهر التاسع من الشهور الهجرية رمضان، ويأتي الاسم من الرمض، أي الحر الشديد، حيث تعاني الأكباد من الجوع والعطش، لأنه كان يوافق فصل الصيف، وقيل في عصر الإسلام أنه يرمض الذنوب أي يمحو الله فيه ذنوب العباد ويمحوها .
شهر شوال
يحتفل المسلمون في أول شهر شوال بعيد الفطر المبارك بعد صيام شهر رمضان، وقيل أنه سمي بهذا الاسم لأن الإبل كان ترفع أذنابها أي ذيولها طلبًا للاخصاب .
شهر ذو القعدة
يأتي الشهر الحادي عشر من شهور السنة الهجرية، قبل شهر الحج، وهو أول الاشهر الحرم المذكورة في القرآن، بحسب ما ورد في سبب التسمية لقعود العرب في منازلهم في هذا الشهر الحرام، حيث لا تقاتل فيه القبائل العربية بعضها، وقيل أن سبب التسمية قعود العرب في رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلأ .
شهر ذو الحجة
وهو الشهر الأخير من شهور السنة الهجرية، والثاني من الأشهر الحُرم، وسمي بهذا الاسم في عصر كلاب بن مرة، الجد الخامس للنبي، وهو آخر الأشهر المعلومات التي ذكرها الله في كتابه العزيز : {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ …} البقرة – أية : 197 .
التعليقات