التخطي إلى المحتوى
هل يجوز شرعًا؟ .. ما حكم تزيين الجدران بآيات القرآن
جواز تعليق القرآن على الجدران

يحرص بعض المسلمين على تعليق شيء من القرآن على الحوائط والجدران، للتبرك بآيات الذكر الحكيم، واعتقادًا منهم أن هذا الأمر ليس مخالفًا للشرع، وقد اختلف العلماء في هذا الشأن، وجواز تزيين الجدران بآيات القرآن، فمنهم من يجيز ذلك ومنهم من يرى أنه بدعة لأن القرآن لا يجب استخدامه في التزيين والزخرفة، إنما الهدف الأساسي الذي أنزل من أجله هو التعرف على الدين الإسلامي الحنيف والهداية والموعظة، فيجب تلاوته وتدبر آياته والعمل بما جاء فيه، فهل يجوز تعليق السور من القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة على جدران المنازل، مثل آية الكرسي أو المعوذات أو أي شيء من القرآن، أم أن هذا حرام شرعًا، وهذا ما سوف نوضحه خلال تقريرنا التالي وموضوعات أخرى ذات صلة .

ما حكم تزيين الجدران بآيات القرآن

اختلف العلماء المعاصرون في جواز تعليق شيء من القرآن على الجدران والحوائط والسيارات وغيرها من الأماكن، حتى وإن كان نية من فعل ذلك هو محبة آيات القرآن والأحاديث النبوية، علمًا بأن هذه الظاهرة منتشرة في الكثير من الأماكن، ونبين رأي العلماء على النحو الآتي :

الرأي الأول : جواز تعليق القرآن على الجدران

أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، عندما تلقى سؤال جاء فيه : “هل يجوز تعليق السور من القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة على جدران المنازل”، وأجاب الشيخ بأنه لا يوجد مانع شرعي من تعليق الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية في المجالس والمكاتب، أو ما شابه ذلك من أماكن أخرى، وذلك إذا كانت النية الأكيدة عند التعليق هي التذكير والعظة والحصول على الفائدة، أما إذا كانت النية لدى الأفراد هي اتخاذ تلك الآيات كحرز أو منع الجن أو التبرك أو نحو ذلك، فلا يجوز فعل ذلك .

الرأي الثاني : تعليق القرآن من الأمور المحدثة

وجاء رأي الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ حين تلقى سؤال بهذا الشأن في فتاوى نور على الدرب، أن تعليق الآيات القرآنية على الجدران وأبواب المساجد وغير ذلك، من الأمور المحدثة والتي لم تكن معروفة في عهد الصحابة أو التابعين، والذين يجب الاقتداء بهم، لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم : «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، ولو كان هذا من الأمور المحببة لله عز وجل لذكره النبي وفعله السلف، لأنه صلى الله عليه وسلم، لم يترك شيء فيه منفعة للناس في دينهم ودنياهم إلا حثهم عليه، فإن كان تعليق القرآن احترامًا لآياته، فلسنا أشد احترامًا لكتاب الله من أصحاب رسول الله، وإن كان للتذكير والموعظة، فهل الواقع في عصرنا الحالي، أن يتعظ أحدنا عندما يشاهد آيات القرآن المعلقة .

حكم تزيين الجدران بآيات القرآن

حكم التبرك بتعليق آيات القرآن

وأكمل ابن عثيمين، رحمة الله عليه حديثة، بقوله : “أكثر ما يلفت النظر في الآيات المعلقة على الجدران، هو حسن الخط وما يحيط بها من زخرفة وبراويز، وما أشبه ذلك من وسائل التزيين، والتي نادرًا ما تجذب الإنسان لرفع رأسه لقراءة ما فيها والاتعاظ بها”، مضيفًا في حديثه : “الحقيقة أن أكثر الناس يعلقون أيات القرآن على الجدران للتبرك، وعلى الرغم من أن القرآن كله مبارك، ولكن يحدث ذلك بتلاوته والعمل بما جاء فيه، أما كان الغرض منه هو الحماية وجعله حصن لأهل البيت، فالأولى أن يقرأه أفراد العائلة للانتفاع بأجر القراءه والتحصن من الشياطين، لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم فيمن قرأ آية الكرسي في ليلته : «لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح» .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *