ليس له جزاء إلا الجنة .. أركان وواجبات الحج المبرور والفرق بينها

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب لمرة واحدة في العمر، على كل مسلم بالغ وقادر، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم : «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»، وهو فرض عين على كل مسلم قادر وعاقل وبالغ، لما ذكر في القرآن الكريم : {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}، ومقصد الحج للمسلمين هو مكة المكرمة، حيث يوجد المشاعر المقدسة، سواء البيت الحرام أو منطقة عرفة، والمزدلفة ومنى، والتي يتوجه إليها الحجيج أثناء أداء مناسك الحج، ونوضح خلال السطور التالية، أركان وواجبات الحج المبرور والفرق بينهما، وموضوعات أخرى ذات صلة .

عدد أركان الحج

الركن شرعًا؛ هو ما لا تقوم العبادة إلا به، ولا تنعقد إلا بتحقيقه، وقد اتفق جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة على أن للحج أربع أركان، لا يكتمل إلا بتحقيقها، وهي : الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الزيارة، والسعي بين الصفا والمروة، وهي الأركان الأساسية للحج، بينما رأي فقهاء الحنفية أن اقتصار الاركان على الوقوف بعرفة والطواف فقط، و لا يكتمل الحج بدونها .

أركان الحج المتفق عليها

كما ذكرنا سابقًا، أن أغلب الفقهاء اتفقوا على أن أركان الحج الأساسية أربعة، لا يكتمل بدونها، ونذكر تلك الأركان بشيء من التفصيل فيما يلي :

الإحرام

يقصد بالاحرام : النية الخالصة لله تعالى لأداء فريضة الحج، لقول الله تعالى : {وما أُمرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة، آية:5]، وكذلك ما جاء في الحديث الذي رواه عمر بن
الخطاب – رضي الله عنه، عن النبي – صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ»، وإحرام الحج ثلاثة أنواع؛ نية المفرد : الذي ينوي الحج فقط، ونية القارن : تأدية العمرة والحج في نسك
واحد، ونية المتمتع : بأداء العمرة في أشهر الحج، ويتحلل منها ويبقى في مكة، ثم يحرم بالحج، ثم يشرع في المناسك .

الوقوف بعرفة

جاء في الحديث الشريف، قول النبي – صلى الله عليه وسلم : «الحجُّ عَرَفةُ، مَن جاء ليلةَ جَمْعٍ قبلَ طُلوعِ الفجرِ فقد أدرَكَ الحجَّ»، وعليه فقد استدل العلماء على أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم
والأساسي للحج، ولا يتم الحج بدونه .

طواف الإفاضة

يعد طواف الإفاضة هو الركن الثالث من أركان الحج، ويسمى طواف الزيارة، ويتم بالطواف سبع أشواط حول الكعبة المشرفة، وقد أجمع الفقهاء على أن طواف الإفاضة، يكون بعد الوقوف بعرفة، ولا يصح قبله، حيث يتحلل الحاج بعده .

السعي بين الصفا والمروة

من أركان الحج عند أغلب العلماء السعي بين الصفا والمروة، استنادًا للحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال : «ما أتَمَّ اللَّهُ حَجَّ امْرِئٍ، ولَا عُمْرَتَهُ لَمْ يَطُفْ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ»، كما ثبت بالدليل في القرآن الكريم على أن السعي ركن من اركان الحج، بقوله تعالى :{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة، آية:158]، والسعي يكون 7 أشواط، تبدأ من الصفا وصولًا إلى المروة والعودة وكل منها يحسب شوط .

واجبات الحج

كما كان للحج أربع أركان أساسية عند أغلب العلماء، وترتيبها شرط لصحتها، حيث لابد من الاحرام قبلها جميعًا، ثم الوقوف بعرفة، ثم طواف الإفاضة، ثم السعي بين الصفا والمروة، هناك أيضًا واجبات، إلا أنه يصح الحج إذا ترك أحدها أو جميعها، وبعضها متفق عليه والآخر مختلف عليه وهي كالآتي :

الواجبات المتفق عليها

المبيت بالمزدلفة

رأى جمهور العلماء وجوب البيات في المزدلفة، وذلك بعد الانصراف من عرفات، وهي ما قصد بها المشعر الحرام في قوله تعالى : {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ} [البقرة، آية: 198]، ويرى بعض العلماء أن من تركه بدون عذر، يجب عليه دم، ومن تركة بعذر، فليس عليه شيء، وذهب بعضهم إلى أن المبيت سنة ولكن يكفي المكوث بالمزدلفة قدر حط الرحال .

رمي الجمرات

• رمي جمرة العقبة يوم النحر بسبع حصيات .
• رمي الجمرات ثلاث : الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى مع التكبير من بعد زوال الشمس، أيام التشريق ( 11 و12 و13 ذو الحجة) .
• من عجز عن الرمي من كبار السن والمرضى والأطفال، والمرأة الحامل، يباح لهم أن يوكلوا من يرمي عنهم .

واجبات الحج المختلف عليها

• الاحرام من الميقات .
• المبيت بمنى .
• طواف القدوم .
• طواف الوداع .