التخطي إلى المحتوى
موعد ليلة النصف من شعبان 2022 .. فضلها وحكم صيامها
فضل ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان من ليالي شهر شعبان المباركة، وينتظرها المسلمون في كل عام هجري، حيث ورد في فضلها أحاديث نبوية شريفة، ولا سيما أن شهر شعبان يأتي بعد شهر رجب سابع الشهور الهجرية وشهر رمضان الذي يعشقه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، فهو الشهر الذي يعتق فيه الله من العباد ما لا يعتق في غيره، ويعد شهر شعبان الشهور الذي لها مكانة عند المسلمين، حيث كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلم، يصوم أغلب أيام هذا الشهر، ونوضح خلال السطور التالية موعد ليلة النصف من شعبان، وفضلها وحكم صيامها وموضوعات أخرى ذات صلة .

موعد ليلة النصف من شعبان

تبدأ ليلة النصف من شعبان مع غروب شمس يوم الرابع عشر من شهر شعبان 1443هـ، والذي يوافق هذا العام يوم الخميس 17 من شهر مارس 2022م، وتنتهي الليلة المباركة بطلوع فجر يوم الجمعة 18 مارس 2022م، أما يوم النصف من شعبان فهو يوم الجمعة، وقد بدأ العد التنازلي لها، فيتبقى عليها 8 أيام تقريبًا، ويحرص بعض المسلمون على إحياء ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها، فما الحكم الشرعي للقيام والصيام في ليلة النصف من شعبان، وهذا ما نوضحه لاحقًا .

ليلة النصف من شعبان

فضل ليلة النصف من شعبان

يأتي فضل ليلة النصف من شعبان، لكونها تُرجى فيها مغفرة الذنوب، والدليل ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» رواه ابن ماجه وغيرُه، وهو حديث حسن بشواهده، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم، يطيل فيها من قيامه الليل، فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : «قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُمْتُ حَتَّى حَرَّكْتُ إِبْهَامَهُ فَتَحَرَّكَ، فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: “يَا عَائِشَةُ أَوْ يَا حُمَيْرَاءُ ظَنَنْتِ أَنَّ النَّبِيَّ خَاسَ بِكِ؟ “، قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ قُبِضْتَ لِطُولِ سُجُودِكَ، فَقَالَ: “أَتَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ؟ “، قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: “هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَطْلُعُ عَلَى عِبَادِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَيَرْحَمُ الْمُسْتَرْحِمِينَ، وَيُؤَخِّرُ أَهْلَ الْحِقْدِ كَمَا هُمْ» رواه البيهقي .

حكم صيام يوم النصف من شعبان

الصيام من أهم العبادات التي يجب أن يحرص عليها المسلمون، فهي فريضة في رمضان ونافلة في غيره، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في العديد من الشهور، ولا سيما شهر شعبان، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِي شَعْبَانَ»، أما صيام يوم النصف من شعبان لم يخصه النبي بصيام، غير أنه من الأيام البيض التي كان يحرص على صيامها، كما أنه يتم صيامها في حال اعتياد المسلم على صيام الاثنين والخميس ووافقت يومًا منها .

دعاء ليلة النصف من شعبان

لم يثبت عن النبي أو الصحابة أو التابعين أن أحد منهم خصص دعاء معين لليلة النصف من شعبان إلا أن هناك دعاء مشهور يردده بعض المسلمين في تلك الليلة وهو : “اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ” .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *