بشرط واحد..السعودية تسمح للمرأة الحج بدون محرم

مع اقتراب موسم الحج واستعداد الراغبين لإداء المناسك المقدسة، وضعت وزارة الحج والعمرة السعودية، بعض الشروط والضوابط الخاصة بحج المرأة بدون محرم، وذلك بشرط وجود الصحبة الآمنة من النساء، وهو خطوة أخري تتأخذها المملكة في ظل الانفتاح الاجتماعي والتغير التي تقوم به، كما أنه تعزيزًا منها لدور المرأة السعودية وإعطائها حقوق لم تكن ممنوحة لها في السابق، ومنها إداء مناسك الحج بدون وجود محرم معها، وهو ما نرصده في السطور التالية.

وأعلنت وزارة الحج والعمرة، في بيان لها، عن الضوابط والإجراءات الخاصة بتنظيم موسم الحج 1442  في ظل تداعيات فيروس كورونا حول العالم، وهو ما دفعها لاقتصار الحج علي 60 ألف حاج من المواطنين والمقيمين في المملكة، بشرط تلقي الراغبين في إداء مناسك الحج للقاح فيروس كورونا واتباع الضوابط الصحية والتنظيمية؛ وذلك للخروج بأفضل شكل لموسم الحج يحافظ علي صحة وسلامة ضيوف الرحمن في المقام الأول .

شروط حج المرأة بدون محرم 1442

وكان سفر المرأة لإداء فريضة الحج أو العمرة بدون محرم من الأمور المحظورة في السابق، حيث لا تستطيع المرأة الحصول علي التأشيرة الحج أو العمرة ألا بوجود محرم وهو ما كان يمنع الكثير من السناء من السفر إلى المملكة، ويستثني بذلك فئات معينة من النساء،كالمرأة التي تتخطي سن معين، لذا خطوة سماح الحج للمرأة بدون محرم يعتبر فرصة للعديد من السناء لإداء الفريضة بدون تحمل أعباء أضافية أو معوقات.

لكن اشترطت الممكلة لكي تستيطيع المرأة الحج بدون محرم شرطًا واحدًا، وهو أن تكون المرأة بصحبة عصبة من السناء، اي أن تقوم بأداء فريضة الحج بصحبة مجموعة من النساء ثقات أو مأمونة، ففي هذه الحالة يمكنها أداء الحج دون الحاجة لمحرم، وهو ما لقي ترحيب شديد من الجنس الناعم داخل المملكة وخارجها.

وجدير بالذكر، أن السماح لحج النساء بدون محرم في وجود الصحبة الآمنة من السناء، هو من أحد الآراء الفقهية المعتبرة في الفقة الإسلامي منذ مئات السنين، بهدف التيسير علي النساء أداء فريضة الحج.

حج المرأة بلا محرم

ومن الناحية الفقهية، يبقي حكم حج المرأة بدون محرم من الأمور التي تناولها العلماء والفقهاء علي مر الزمن واختلف البعض عليها، والمقصود بالمحرم هو الرحل الذي يحرم علي المرأة نكاحها علي وجه التأبيد بسبب مباح لا لحرمتها، ومن أبرز هذه الآراء ما يلي:

رأي الحنفية والحنابلة: أنه لا يجوز للمرأة أن تحج بدون محرم سواء كانت تؤدي حج الفريضة أو النافلة، وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم “لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا معها محرم”، فقال رجل: يا رسول الله، أني أرد أن أخرج في جيش كذا وكذا، وامرأتي تريد الحج، فقال :”اخرج معها”.

كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :”لا تحجن امرأة إلا ومعها محرم”،واستدالوا من هذه الأحاديث علي عدم جواز سفر المرأة وحجها إلا من خلال وجود محرم معها.

بينما رأي المالكية والشافعية: وراوية عن الإمام أحمد والظاهرية أنه يجوز للمرأة أن تحج بدون محرم في حال أدائها للحج مع نسوة ثقات أو رفقة مأمونة لإداء فريضة الحج،واستدلوا علي ذلك بقول الله تعالي:”ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً”.

وقد فسر النبي صلي الله عليه وسلم الاستطاعة بأنها الزاد والراحلة، وروي الشافعي أن عائشة وابن عمر وابن الزبير كان رأيهم أنه يجوز للمرأة أن تحج حتي ولو لم يكن معها محرم.

أما الرأي المختار: فأنه يجوز للمرأة أن تحج مع نسوة وثفات لأداء الفريضة، بدليل ما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال”فإن طالت بك حياة لترين الظغينة ترتحل من الحيرة حتي تطوف بالكعبة، لا تخاف إلا الله”.

وكذلك ما روي في صحيح البخاري أن نساء النبي صلي الله عليه وسلم قد خرجن للحج في خلافة عمر رضي الله عنه دون محرم ومن فعلهم استدل الفقهاء علي جواز سفر المرأة بغير محرم في وجود نسوة وثقات.