عدد ركعات التراويح في الحرم المكي وحكم صلاتها

يحل بعد أيام معدودة، شهر رمضان المبارك في المملكة العربية السعودية، وفي جميع الدول الإسلامية والعربية، والذي خصه الله عزوجل بالثواب والأجر العظيم حيث فرض علي المسلمين صيام هذا الشهر كركن الرابع من أركان الإسلام، ويشرع للمسلم أن يتقرب إلي ربه بقراءة القرآن الكريم والصلاة من صلاة القيام والتراويح والتي حرمت منها مساجد المملكة في العام الماضي وفي العديد من الدول العربية والإسلامية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، ولكن تعود في هذا العام مع إتخاذ الإجراءات الاحتزاوية والوقائية الخاصة بالفيروس.

وفي السطور التالية نتعرف علي عدد ركعات صلاة التراويح في شهر رمضان في الحرم المكي، وحكم صلاة التراويح وعدد الركعات عند الفقهاء ووقت صلاتها وفضل صلاة التراويح وغيرها من المعلومات المتعلقة.

حكم صلاة التراويح

اختلف أئمة المسلمين الأربعة في حكم صلاة التراويح بالنسبة للمسلمين في شهر رمضان المبارك حيث جاءت أقوالهم علي النحو التالي:

• الأحناف: يري فقهاء الحنفية ان صلاة التراويح سنة مؤكدة علي الرجال والنساء ودلوا علي ذلك بمحافظة الخلفاء الراشدين عليها.
• المالكية: اعتبر المالكية أن صلاة التروايح مندوبة ندبا مؤكدا لجميع الرجال والنساء واستدلوا بقول الرسول صلي الله عليه وسلم: ” مَن صامَ رمضانَ وقامَهُ ، إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ”.
• الشافعية: يري علماء الشافعية أن صلاة التروايح سنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم واستدلوا بالاجماع في ذلك.
• الحنابلة: ذهب الحنابلة إلي أن صلاة التروايح سنة مؤكدة عن الرسول صلي الله عليه وسلم ومن شعائر الإسلام الظاهرة واستدلوا بحديث السيدة عائشة رضي الله عنه حيث قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ”.

كم عدد ركعات التراويح في الحرم المكي وعند الفقهاء

يصل عدد ركعات صلاة التراويح في الحرمين النبوي والمكي نحو 20 ركعة بدون الشفع والوتر، ويصلي الإمام صلاة التراويح مثني مثني.
ولم يحدد رسوال الله صلي الله عليه وسلم، عدد ركعات صلاة التراويح ولذلك فأن الأمر فيه سعة وحسب الأئمة الأربعة فأن عدد ركعات التراويح علي النحو التالي:

• المالكية: يري علماء المالكية أن عدد صلاة التراويح يصل إلي 39 ركعة يتم الاستراحة بين كل أربع ركعات تسع مرات وتختتم بركعات الشفع والوتر.
• الشافعية والحنابلة والحنفية: يري جمهور الحنفية والحنابلة والشافعية أن عدد ركعات صلاة التروايح نحو 20 ركعة تصلي مثني مثني وتكون الاستراحة بعد كل 4 ركعات وتختتم الصلاة بصلاة الوتر جماعة، وذهب العلماء أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلي التراويح عشرين ركعة.

وقت صلاة التراويح

يري جمهور الفقهاء أن موعد صلاة التراويح تبدأ بعد صلاة سنة العشاء وقبل صلاة الوتر، ويستمر وقت صلاة التراويح حتي طلوع الفجر، ويري جمهور الشافعية والحنفية أنه من المستحب تأخير صلاة التراويح إلي الثلث الأخير من الليل أو نصفه، بيما يري جمهور الحنابلة أنه من الأفضل صلاتها في أول الليل.

فضل صلاة التراويح

لصلاة التراويح عظيم الثواب عند الله والفضل الكبير حيث أن مصليها يغفر الله ذنوبه وذلك لما جاء في حديث أبو هريرة رضي الله عنه حين قال: “من صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
ومن فضل صلاة التراويح أنه تحسب لمصليها قيام ليلة كاملة حسب ما جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم: ” إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ”.